المترجم اللغوي

الأربعاء، 20 أبريل 2016

أيها النيل لااحمد شوقي

هذه القصيدة لاحمد شوقي يصف فيها نهر النيل وفوائدة


مِـنْ أَيِّ عَهـدٍ فـي القُـرَى تتَـدَفَّقُ?

وبــأَيِّ كَـفٍّ فـي المـدائن تُغْـدِقُ?

ومـن السـماءِ نـزلتَ أَم فُجِّـرتَ من

علْيــا الجِنــان جَـداوِلاً تـتَرقرقُ?

وبــأَيِّ عَيْــنٍ, أَم بأَيَّــة مُزْنَــةٍ

أَم أَيِّ طُوفــانٍ تفيــض وتَفْهَــقُ?

وبــأَىِّ نَــوْلٍ أَنـتَ ناسـجُ بُـرْدَةٍ

للضفَّتيْـــن, جَديدُهــا لا يَخــلَقُ?

تَسْـــوَدُّ دِيباجًـــا إِذا فارقتهـــا

فـإِذا حـضرتَ اخْـضَوْضَرَ الإِسْتَبْرَقُ

فــي كــلِّ آونــةٍ تُبـدِّل صِبغـةً

عجبًــا, وأَنــت الصـابغُ المُتَـأَنِّقُ

أَتَـت الدهـورُ عليـكَ, مَهْـدُكَ مُـتْرَعٌ

وحِيــاضُكَ الشُّــرق الشـهيَّةُ دُفَّـقُ

تَسْــقِي وتُطْعِـمُ, لا إِنـاؤكَ ضـائِقٌ

بـــالواردين, ولا خــوانُك يَنفُــقُ

والمــاءُ تَسْــكُبُه فيُسْـبَكُ عَسْـجَدًا

والأَرضُ تُغْرِقهــا فيحيــا المُغْـرَقُ

تُعيــي مَنـابِعُك العقـولَ, ويسـتوي

مُتخــبِّطٌ فــي علمِهــا ومُحــقِّقُ

أَخـلَقْتَ راووقَ الدهـورِ, ولـم تـزل

بــكَ حَمْــأَةٌ كالمسـك, لا تَـتروَّقُ

حــمراءُ فـي الأَحـواض, إِلاّ أَنهـا

بيضــاءُ فـي عُنُـق الـثرى تَتـأَلَّقُ

دِيــنُ الأَوائِـل فيـك دِيـنُ مُـروءَةٍ

لِـمَ لا يُؤَلَّـه مَـنْ يَقُـوتُ ويَـرزُقُ?

لــو أَن مخلوقًــا يُؤَلَّـه لـم تكـن

لِســواكَ مَرْتبــةُ الأُلوهَــةِ تَخْـلُقُ

جـعلوا الهـوى لـك والوَقـارَ عبـادةً

إِنَّ العبـــادةَ خَشـــيةٌ وتَعلُّـــقُ

دانــوا ببحــرٍ بالمكــارِم زاخـرٍ

عَــذْبِ المشــارعِ, مَـدُّهُ لا يُلْحَـقُ

مُتقيِّــــد بعهـــودِه ووُعـــودِه

يَجـري عـلى سَـنَنِ الوفـاءِ ويَصدُقُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق